نود هنا أن نلقى الضوء على نقاط هامه هى فحوى وخلاصة مشاهد كتاب ” الحياه فى العالم الآخر ” والأهداف المعرفية التى يتبناها.
ما سنذكره هنا ليس تلخيصا لما جاء فى هذا الكتاب القيم وانما ” الخلاصة ” كما ينبغى أن نفهمها والتى هى ارشادات لنا على الدرب الروحى :
المعايير اللى تبنى بها قصور الجنه والمنازل العليا فى الحياه الثانية لا تقتصر على تأدية العبادات فقط .
وان كانت العبادات بالقطع مهمه لدعم الصلة بين الأنسان وخالقه ومساعدته على الأستقامه ، لكن التقدم فى عالم الروح يعتمد على ارتفاع وعينا الحقيقى فى حياتنا الأرضية وارتفاع ذبذباتنا الأيجابية .
وهو ما نحصل عليه بالأعمال الطيبة والصدق والنوايا الخالصة لله ونفع أخوتنا فى الأنسانية ، وبالحب الغير مشروط لكل الأنفس والكائنات .
والحب الغير مشروط يعنى أن نحب كل البشر والكائنات دون انتظار الثناء أو الأجر أو مبادلة الحب بمثيله . هو الحب الخالص الصادق النقى بلا مقابل.
التضحية ببعض متع الحياه الزائفة من أجل النعيم الأبدى
مشاهد الحياه فى العالم الآخر المنتظرة كل الأرواح النقية الطيبة بالفعل جميلة ومبشرة وهى أرقى وأعلى بكثير من حياتنا على الأرض .
وبالتالى تستحق أن نضحى من أجلها ببعض المتع التافهة و أن نملأ وقتنا الثمين بالتفكر وأن نراقب أنفسنا بصرامه : افكارنا ونوايانا ، أفعالنا وكل كلماتنا ، حتى أدق خطراتنا .
هذا ما سيشكل نسيج كياننا الروحى الذى سننتقل به بعد مفارقة حياه الأرض ، وما سيحدد وبمنتهى الدقه المستوى الروحى الذى نذهب اليه ط.
مشاهد ” الحياه فى العالم الآخر ” كما صورتها روح رجل الدين المنتقل تمثل المستوى الأوسط من المستويات الطيبة للسماوات.
وقد شرح هذا واكده عندما وصف زياراته للمستوى الأدنى ( المستويات المظلمه ) والمجالات النورانية الأعلى ما يعنى أنه فى المستوى أو المجال الروحى الوسط فى المجالات العلوية .
هذا المجال الذى انتقل اليه بأعماله كما رأيتم كان جميلا جدا بل رائعا .
ولكن هناك ما هو أروع وأروع ليس فقط بمشاهد مشابهه لروعه ما يتمناه الانسان فى الدنيا ولكن هناك مناطق علوية تذوب فيها الروح فى سعاده غامرة بالقرب من خالقها حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .” وفى ذلك فليتنافس المتنافسون”.
الاهتمام باغتراف العلوم الروحية والباطنية أصبح ضروى وليس رفاهية حتى نتقدم ونحن هنا فى الدنيا ولكى نضمن لأنفسنا مكان فى طبقة سماوية عليا . فبين كل سماء وسماء الف سنة من سنوات الله نستطيع ونحن مازلنا هنا فى ” نعمة ” التواجد على الأرض ان نتخطاها بسرعه بالفهم وزيادة الوعى والعمل فى المنهج الروحى .
ليس فقط الصلاه والصوم والعبادات ، هذه بالتأكيد أدوات مهمه لا يجوز تركها أو اهمالها ولكن هناك معاييروأسس أخرى للتقدم فى عالم الروح ايا ماكانت الديانه أو العقيدة.
روشتة التقدم الروحى
روشتة التقدم الروحى تتلخص فى الحب الغير مشروط ، خدمة الأنسان لأخيه الأنسان ، انخفاض ” الأيجو ” أو ذوبانها تماما وهى حب الذات وتعظيمها ، الأيثار وعدم الأنانية ، مكافحة عيوب الشخصية من حسد وطمع وغضب وحكم على الغير، انخفاض حب الدنيا وعدم التعلق نهائيا بأى شىء فيها من مال أو جاه أو منصب أو ولد .
حياه ” البرزخ ” أو الروح هى حياه حقيقية سنحياها بشكل كامل ونمارس فيها العديد من الأعمال والأنشطة على مثال حياتنا فى الدنيا .
لن نعيش ققط هناك كأشباح ولكن بحواس جديدة وجسد أثيرى له طريقته فى الفهم والأستقبال والشعور والتعبير . سوف نحيا بالجسم الأثيرى بشكل أكثر نقاء وقدره على المعرفة والفهم والأستقبال لأننا تخلصنا من قيود الجسم المادى ومحدودية المخ البشرى .
الاطلاع على كل الفنون والعلوم منذ بدء الخلق
من الأشياء الرائعه اللى تستحق التأمل من مشاهد الحياه فى العالم الآخر والمقتطفات المقدمة من حياه الروح هى امكانية الآطلاع على الأعمال الفنية والرسومات والأقمشة المطرزه من عده قرون .
والتعرف على الفنون والعلوم والحكايات التاريخية على مر العصور ، ومقابلة شخصيات كانت ذات شأن فى حياه الأرض فى مجالات العلوم والفنون ومختلف الثقافات كنا فقط نسمع عنها فى كتب التاريخ ، وهذا بحد ذاته متعة رهيبة للعقل والروح .
الأناننيه تقود الروح للأماكن المظلمه
بعض مشاهد ” العوالم المظلمة “ أكدت بغير مواربه أهمية ان نكون ” غير أنانيين ” فى حياتنا الدنيوية ، وان موضوع الأنانية هو من أكثر الأشياء التى يمكن أن تقودنا لمكانة سيئة دون تقدير جيد منا .
لابد أن ننتبه لهذه النقطة المهمة لأن معظمنا للأسف غارق فيها ومعظمنا يفكر فقط ويعطى كل جهوده وماله ووقته أما لنفع نفسه أو أولاده او مركزه الأجتماعى أو مستقبله المادى .
تفكيرنا فى نفع غيرنا أو العطاء لغيرنا ومساعدته قليل أو شبه معدوم مقارنه بتركيزنا على أنفسنا . هذه نقطة جوهرية لابد من تعديلها فى سلوكياتنا وبواطن قلوبنا ونوايانا . مساعده الغير لها مقام عظيم هناك فى عوالم النور ان أردتم أن تكون هى مستقركم باذن الله .المساعدة ليست فقط فى تقديم المال والصدقة للمحتاج .
انما أشياء أخرى كثيرة يمكن أن نفعلها بحب وصدق ونيه حقيقية لرفع المعاناه أو التعب عن أى نفس : مساعدة مريض ، مساعدة جار محتاج خدمة ، معاونه طالب فى معلومة أستطيع أن أشرحها له بخبرتى ودراستى ، زياره يتيم والطبطبة عليه من وقت لآخر ، زياره سيدة مسنه أولادها بعيدون عنها والأستماع لها وادخال السرور على قلبها .
ان أوجه الخير كثيره جدا ، المهم الصدق والنيه وليس كثرة المال .
الديانات سواسية فى عبن الاله وليس لها وزن فى عالم الروح
الذى أملى الكتاب رئيس أساقفة فى كاتدرائية بانجلترا ، وهو بالطبع رجل دين مسيحى ، وهونفسه حكى عن العبادات فى العالم الآخر وكيف أن كل روح تعبد الله هناك بديانتها التى كانت عليها فى الأرض ، وأن هذا يفقد أهميته مع الوقت وكلما تقدمت الروح لأنها تبدأ فى فهم عدم لزوم أو أهمية أن يكون للنفس هناك دين معين .
الروح تتعلم مع الوقت كيف تتواصل مع الاله بالروح وبدون طقوس كما فى الأرض . نذكر هذه النقطة لأهميتها ، حتى لا يبالغ أهل أى ديانه فى تقديس ديانتهم عن الديانات الأخرى .
الدين ليس له حساب أو حتى مجرد ذكر أو سؤال عندما يتوفانا الله بل الأيمان والعمل الصالح .هذه هى الحقيقة التى ذكرتها جميع الأرواح ولو ننتبه قليلا فان هاتين الكلمتين هما المذكورتان بكثافة فى كل الكتب السماوية كأساس متين لدخول جنه الله .
فى الجزء الخاص بشرح المكتبات ودور العلم الموجودة فى عالم البرزخ ، هناك ملاحظة مهمة وهى وجود تقارير عن أعمال كثيره تمت خلال العصور المختلفة من مشاهير وغير مشاهير منها ما هو جيد ومنها ما هو سيء . هذه التقارير موجودة ومتاحة لكل روح أن تطلع عليها وتقرأ ما بها .. لذا علينا أن نعمل الطيب حتى نحظى بالستر عند الأنتقال الى عالم الروح .
رحمه الاله تتجلى فى مستشفيات عالم الروح
موضوع المستشفيات المخصصة للمنتقلين اثر أمراض طويلة أو حوادث يجعلنا نفهم صعوبة الأنتقال للأنفس التى تتعرض للأمراض المعضلة الطويلة أو الحوادث الفجائية لكون الروح لا تكون مستعدة للأنتقال وأحيانا لا تدرك انها فعلا انتقلت .
أيضا فى حالة المرض العضال ، يؤثر المرض الطويل على عقلها وجسمها الروحى ما يعنى ضرورة المرور بفترة نقاهة واستشفاء ونوم عميق يطول أو يقصر بحسب ما تحتاج كى تتشافى .
عمليه الأنتقال أو ما نسميه ” بالموت ” عمليه ليست صعبة أبدا ولا مخيفه كما يعتقد معظم الناس بل تطور طبيعى للنفس وترك للباس الجسد الطينى والأنتقال لحياه ثانية وفرصه ثانية كاملة بجسد آخر أثيرى يناسب ذبذبات المجال الذى تذهب اليه الروح وقد كان هذا الأمر واضحا من شرح الروح المنتقلة ” رجل الدين ” لعمليه انتقاله وكيف انها تمت بمنتهى السلاسة كأنه أغمض عينه فى حالة من النوم أو الغيبوبة ثم فتحها فوجد نفسه واقفا بعد أن كان على سرير المرض فأدرك أنه مات .
التشابه بين العالمين
من خلال مشاهد الحياه فى العالم الآخر يمكننا أن نرى أشياء كثيره متشابهه بين العالمين عالم الدنيا وعالم الروح : الأنهار ، الأشجار، المنازل ، المكتبات ، دور العلم ، ممارسة الموسيقى ، الزهور ، الفنون واللوحات ، ولكن بالقطع هناك اختلافات جليلة فى الرقة والجمال والروعه . لكن التشابه موجود ” وأتوا به متشابها ” على الأقل فى مستويات الوجود العليا دون المستويات فائقة العلو .
العلماء والمفكرون والأدباء والموسيقيون والملحنون والرسامون والكيميائيون والمهندسون والبناءون وغيرهم من كل ذى صنعه وحرفه سوف يتمكن كل منهم من ممارسة عمله أو هوايته التى كان يمارسها فى الدنيا عندما ينتقل .
وأكثر من هذا سيتمكن من أن ينمى موهبته وقدراته فى المجال الذى كان يمارسه فى الدنيا أو أى مجال آخر يرغب فى تعلمه .
فرص لا محدودة للابداع والمواهب
سوف يستمر الأبداع وتعزيز القدرات والمواهب بعد الموت حيث الفرص اللا محدوده للتعلم والمصادر المفتوحة لكل نفس وتوافر المعلمين المساعدين المستعدين لتقديم خدماتهم بكل حب وصدق وبدون أى أنانية أو منافسه أو مصالح خاصة كما كان الحال فى الدنيا . لسبب بسيط كونهم فاهمين أن هذا جزء من مهام تطورهم فى عالم الروح .
مهما كانت الخطايا التى ارتكبها الأنسان على الأرض فى عالم الروح فرص عظيمه للتقدم حتى القتله والمنتحرون ومن كانوا غارقين فى المعصية .
ونقطة البداية هى الأعتراف بالذنب والرغبة الحقيقية فى الأصلاح . أيضا لا ننسى وجود منظمات من الأرواح المساعده تكرس خدماتها لمساعده كل نفس خاطئة أن تخرج من الأماكن المظلمة وتنتقل لمجالات النور البهية .
التعصب للمعتقدات الموروثه يؤخر الروح
مهم جدا ان نعرف ان التعصب للمعتقدات الموروثه وخصوصا التعصب للدين أو العقيدة هو من أكثر الأشياء التى تؤخر وتعوق تقدم الروح فى السماوات .
لذلك علينا أن نكافح هذا الآن فى أنفسنا بالفهم والقراءة واعمال العقل وان نسأل أنفسنا ببساطه ، هل خالق الكون الرحيم الذى خلق كل البشر على أشكالهم وأجناسهم ومذاهبهم والذى هو أحن علينا من أمهاتنا سيفضل جزءا من البشر يدخلهم الجنه والباقيين يلقى بهم فى الجحيم ؟ ليس منطقيا بالمره فهو الرحمن الرحيم . هل يمكن أن يفعل أحدنا هذا بأبنائه مهما أخطأوا فى أسلوبهم أو مناهج تفكيرهم ؟
قانون الكارما الصارم
لأن الحساب الألهى دقيق والعدالة الألهية صارمه ، علينا الأنتباه جيدا والمراقبة الدءوبة والمستمرة لكل أفعالنا وأفكارنا وأن نسعى لتطوير ذواتنا فى اتجاه صلاح أنفسنا وضمائرنا وداخل نفوسنا .
اذا هربنا من العدالة فى الأرض فسنجد فى السماء قانون العدالة الصارم الذى لا يلين وهو قانون ” الكارما “ أو السبب والنتيجه أو كما زرعت تحصد .
لذلك لابد أن نكون منتبهين ومراقبين لأنفسنا فى الأقوال والأفعال والنوايا فكل شىء يحسب بميزان دقيق لنا أو علينا ، ولنعمل بصدق من اليوم ، من هذه اللحظة لاصلاح أنفسنا وتنقيتها من كل الأشياء والخصال السيئة : الكبر ، الغيبة ، النميمة ، ايذاء الغير ، الحب الزائد للمال والأقتناء الغير ضرورى ، الأستغراق فى الشهوات وغيرها.
عاملوا برفق من هم تحت أيديكم واتقوا مغبة الظلم
من بعض مشاهد العوالم المظلمه رأينا بشاعه العذابات الناتجه عن الظلم وعدم التقوى فى معاملة من هم تحت أيدينا . فلنتق الله ولا نظلم ولو بمثقال ذره اذ ليس هناك شىء يوازى لحظة واحدة من الم أو عذاب أو معاناه كالتى رأيناها فى مشاهد ” العوالم المظلمة ” التى تخص الظالمين والمتجبرين .
الظلم لا يعنى بالضرورة أن أكون رئيس دولة أو حاكم كى أظلم . بل تقوى الله فى موظف عندى أو عاملة فى البيت أو أى انسان حملته أقداره ليكون فى وضع أقل منى.
تن بيد كل نفس ان تخلق عالمها السماوى العظيم أو البغيض ، فجمال العقل والأفكار والنوايا والأفعال هى ما يخلق لنا عالما سماويا بديعا فى كل مفرداته ومكوناته ومحيطه ، بينما قبح العقل وسوء الأفعال التى تزرع على الأرض هى ما سيؤدى حتما لحصد محصول شائن وحياه مريرة ومخيفه فى عالم الروح .