الأرواح العنيدة

0

استكمالا للحوارات مع أرواح منتقلة متعددة لتوضيح مبادىء الثواب والعقاب ، تم عمل جلسات وساطة روحية فى مقر الجمعية الروحية بباريس ، وهذه الجلسة تكشف النقاب عن أحوال الأرواح العنيدة.  

الأرواح العنيدة
تم الاتصال فى الجمعية الروحية الباريسية بعدد من الأرواح العنيدة والتعرف على أحوالهم فى عالم الروح.

الاتصال بروح ” لابومبرداى ” من الأرواح العنيدة 

أثناء أحد الجلسات بالجمعية الروحية بباريس كان هناك نقاش حول الأضطراب الذى تشعر به بعض الأرواح عند مغادره العالم المادى الى عالم الروح . وهنا حضرت من تلقاء نفسها روح ” لابومبرداى ” وكانت من الأرواح العنيدة. 
– عرفنا بنفسك 
أنا لابومبرداى  ( عرف الجميع أنه روح مجرم اقتصت منه العدالة مؤخرا ) – يوضح الاتصال عقاب الأرواح العنيدة من المجرمين والقتلة فى عالم الروح. 

– هل تريد أن تخبرنا بشىء ؟
نعم سمعتكم تتحدثون عن ” الأضطراب ” وأريد أن اقول لكم اننى لا أشعر بالأضطراب ، اننى أدرك جيدا اننى مررت بتجربة الموت .
– بماذا تشعر اذن فى حياتك بعد الأنتقال .
اننى أسخر من العقاب الذى طالنى ، انا لا أستحقه ، فالجريمة موجودة فى كل مكان وعندما يرتكبها مجموعة من الناس تكون عملا مجيدا .

بينما اذا ارتكبها شخص بمفرده فانه يهان من أجلها ، فأى سخافه هذه .

العقاب بالضوء 

– هل أنت غير سعيد ، كيف تشعر ؟
انهم لا يعاقبوننى ليس بظلمة ولا بنار جهنم انما ضوء قوى مسلط على طول الوقت .

انه يخترق جسمى الشفاف مثل السهم الحاد. (الجسم الأثيرى الذى نبقى به فى عالم الروح ) .

اننى أحاول الهروب ولكن فى أى اتجاه أذهب اراه يغمرنى ويؤذى روحى .

ضوء كثيف جدا لا أستطيع الهروب منه ولو للحظة . اننى هنا أهيم فى الفضاء و أعيش طريدا .

فالجميع يرى بوضوح حقيقتى وما فعلت بسبب هذا الضوء .

– اذن انت نادم ؟
لا لست نادما بل لا أهتم وأحتقر ما يدور حولى من تحذيرات.
– لقد أتيت الى جلستنا الروحية هنا يرغبتك ، فهل ترغب فى أن نساعدك :
لا ، لا أطلب شيئا من أحد ولا مساعده ، اننى قوى وسوف أستطيع التغلب على هذا الضوء الكريه بنفسى. فقط أردت أن أقول لكم ذلك .

وقد أملت روح لا مينيه Lamenais الرسالة التالية بخصوص لابومبرداى 

( Lamenais هو مفكر فرنسى عاش فى القرن السادس عشر من مؤلفاته ” عدم الأكتراث الدينى ” – أقوال مؤمن ” )
ان هذه الروح البائسة من الأرواح العنيدة الشقية فقد كان الأحرى أن يدفعها الألم الذى تشعر به من انكشاف خطاياها والمعنى العميق لهذه الالام الى التوبه والندم .

الا أنها تتمرد عليه تمردا عنيفا رافضه بذلك من أعماقها عداله السماء والقبول والأعتراف بمبادىء الثواب والعقاب .

ان هذا الضوء الكثيف الذى يحيط بالروح مخيف ورهيب ويكشف كل عوراتها وأدق خباياها ويجعلها مرئية ومكشوفة كمثل الذى يعيش فى بيت من زجاج يرى كل المارين ما بداخله بلا ساتر .

وبدلا من أن تكون حياه النور جائزه للمتقين ، فقد كان هذا النوع من العقاب هو قصاصه الروحى المشين حيث تنفر منه الأرواح كروح شقيه أقدمت على فعل الجرائم .
انه كان فى حياته الدنيا شخص شرير يختبىء كما يختبىء الحيوان المفترس فى كهفه.

ولكنه الآن مطرودا من هذا الكهف الأمين بعد أن نزع عنه حجابه الكثيف وصارالجميع يرون حتى أدق افكاره.

تعليق الان كارديك رئيس الجمعية الروحية بباريس ردا على سؤال أحد الأعضاء 

هل سيدوم حال عذاب هذه الروح الآثمه الى الأبد ؟
سيستمر الى اللحظة التى تنهار فيها ارادته فى النهاية تحت وطأه وخز الضمير ، وسوف يحدث هذا عندما تخر جبهته الشامخة العنيدة بطلب الصفح ممن أساء اليهم.
ان هذا الضوء الكثيف الذى يعذب تلك الروح هو ما سوف يكشف لها تفاهة ذاتها عديمه التناسق ، وهو الذى سيعيدها للفهم والأعتراف بجرائمها يوما ما بعد أنكارها والأستهانه بها.

الاتصال بروح أنجيل  

( روح عابثة لم تفعل شيئا مفيدا لمن حولها وهى فى عالم الروح عنيدة لا تعترف بأخطائها )

– هل تندمين على أخطائك
   لا ، على ماذا أندم ؟
– اذن انت سعيده الآن؟
  لا ، لست سعيده
– هل تتألمين ؟
  لا أتألم ، ولكنى لا أشعر بالسلام أو الراحة ، ويتملكنى الخوف من العقاب.
– الا يدفعك هذا الشعور بعدم السلام الى الندم والتوبة ؟
  لا ، ولكنى خائفة .
– صفى لنا حياتك الأرضية كيف كانت ؟
  كنت زوجه وأم من أسرة متوسطة ، كانت حياتى عادية .

زوجه مهملة .. لكنها من الأرواح العنيدة 

سئلت هذه الروح الغير سعيدة :
– هل قمت بواجباتك تجاه أسرتك ؟
  أحيانا ، وأحيانا لا ، فقد كانت تضجرنى .ضجرت من زوجى ومن مساعده أولادى حتى أنى كنت أترك مسئوليتهم للخادمة.
– الا تعتقدين أن حياتك الغير مجدية على الأرض هى ما يسبب لك الخوف الآن ؟
   ربما أنت محق.
– لا يكفي معرفة ذلك أو التسليم به بل يجب أن تقومى بالتكفير ومساعدة الأرواح الأخرى كى تصححى حياتك.
كيف ؟
– تساعديها على التقدم بالأرشاد والصلاه .
  لا ، لا أرغب فى عمل ذلك .اننى أشعر بالتعب ولا أرغب فى المزيد من العمل . (مازالت روح كسوله وغير مجدية )

اضافة الى كونها من الأرواح العنيدة التى لا تريد بعد ابداء التوبة والاعتراف بالذنب. 

الروح المرشد لأنجيل واسمها مونو Mono تعلق كتابيا شرحا لحالة أنجيل 

لقد كانت أنجيل تعيش حياه بلا جدوى لها أو لغيرها ، تحب اللهو ولا تهتم باتمام واجباتها تجاه عائلتها .

لم تستخدم سنين حياتها سوى فى المتع الرخيصه واللهو عديم القيمة و الفائدة .

وبرغم انها لم تقم بفعل رذائل خطيرة ،  لكنها كانت بلا فضائل فسببت التعاسة لزوجها .

واضاعت مستقبل أولادها بخمولها وعدم اكتراثها وتركهم لعناية الخدم الذين حتى لم تكن تحسن اختيارهم .

فلتفهموا ذلك جميعا ، انه لا يكفى الأمتناع عن الأخطاء بل يجب على كل نفس أن تهتم بفعل الأشياء النافعة واتمام الواجبات باخلاص ، فلا تجعلوا أيامكم تمضى عبثا “.

الاتصال بروح ملكة سابقة تدعى ” أود”  وهى ملكة هندية سابقة توفيت فى فرنسا عام 1858

–  بماذا شعرت لدى مغادرتك حياه الجسد ؟
   أشعر بالأضطراب والألم .
– هل أنت سعيده ؟
   لا ، وأتمنى لو عدت مجددا .
– ماذا كان شعورك أثناء مراسم تكريم جثمانك .
  لم تكن كافيه ، كان يتعين على الجميع أن يركعوا أمامى ، لقد كنت ملكة .
– نرجو أن تتفضلى بالأجابة من أجل تعليمنا . هل تعتقدين أن ابنك سوف يسترد يوما عرش والده ؟
  نعم ، ان دماءنا هى التى ستسود ولا ينبغى أن يختلط بدم الغوغاء . اننى وعائلتى من أعرق الدماء فى الهند.
– لقد عشت فى حياتك حياه الترف والفخامه ، فكيف انت الآن؟
  انى أستحق هذا الان أيضا . لم لا يعاملوننى هكذا ؟ عليهم أن يرسلوا عبيدا لخدمتى . اننى أتعجب لماذا لا يهتمون أو يكترثون    بى ، اننى ملكة.

تعليق الان كارديك رئيس الجمعية الروحية بباريس 

كنا نتوقع كلاما مغايرا لهذه الروح يعكس شعورها بتفاهه العالم الذى أتت منه.

لكنها للأسف روح غير متطورة ، مازالت تحتفظ بكل الرغبات الدنيوية ولا تريد التخلى عنها.

انها تتمسك وبشده بكبريائها وهو ما سوف يجعلها ولأمد قد يكون طويلا أكثر تعاسه.

لسوف يتم تجاهل مجدها الزائل من قبل ساكنى عالم الروح ، فهذه الأمور ليس لها وزن فى هذا العالم. 

الاتصال بروح أوكسيمين من الأرواح العنيدة

– من أنت ؟
أوكسيمين ، رجل بائس أشد ما يكون البؤس .
– لقد جئت الى هنا كى نساعدك ، ولابد كى نتمكن من ذلك أن تبدأ بالشعور بالندم عن أفعالك الرديئة .
  هذا الأمر لا يخصكم ، فقط صلوا من أجلى ، هذا دوركم .
– لكن الصلاه تكون ضعيفة الأثر ما لم تساعدنا أنت بابداء التوبة . هل تريد أن تتقدم ؟
  لا أعلم ، ولكن أريد أن تخففوا آلامى بالصلاه .
– اذن فلنتعاون معا بعزم كى نزيح بعضها .
اذن هيا .

وبعد الصلاه 

– هل انت راض ؟
  ليس كما ينبغى .
– ان الدواء لا يمكن أن يشفى مرضا عضالا من أول مره.
  اذن ربما أعود مجددا اذا ناديتمونى .

تدخلت الروح المرشد لهذه الروح العنيدة المتأخرة وأملت ما يلى : 

ان هذه الروح من أشد الأرواح العنيدة وهى تعانى الآن بسبب عنادها .

ولكن لتعلموا أنه حتى أشد الأرواح التواء أو عنادا، فانه ياتى اليوم الذى تتفهم فيه أخطاءها وتنتهى باصلاح نفسها بنفسها.

أننا نحاول مساعدتها ونلقى اليها بالأفكار، وهذه الأفكار تكون بمثابة البذور التى تؤتى ثمارها بعد حين.

أن جهودنا لا تضيع أبدا وما من صخره عنيده تتحطم من أول ضربة معول.

————————————————

المراجع : كتاب ” الأرواح” – ألان كاردك رئيس الجمعية الباريسية للدراسات الروحي
كتاب “الأنسان روح لا جسد” – د. رءوف عبيد – أستاذ القانون الجنائى الأسبق – جامعه عين
شمس.

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.