نسرد هنا نماذج من الاتصالات بأرواح ما بين السعادة والشقاء . تمت الاتصالات من قبل وسطاء روحيين فى الجمعيه الروحية بباريس لتوضيح مبادىء الثواب والعقاب فى عالم الروح وكيف تكون حياه الروح فى عالم البرزخ.
هذا الاتصال الذى تم مع أرواح مابين السعادة والشقاء تم تدوينه فى كتاب ” الأرواح ” لألان كارديك رئيس الجمعية الروحية الباريسية ومؤسس مذهب الأرواحية.
السيد / جوزيف بريه Joseph Pre
من بين الاتصالات بأرواح منتقلة ما بين السعادة والشقاء كان السيد جوزيف الذى توفى عام عام 1840 وطلبت حفيدته الأتصال به.
وقد تم ذلك عام 1862 أى بعد وفاته ب 22 سنة فى مدينة ” بوردو” Bordeaux فى فرنسا.
– كيف حالك فى عالم الروح الآن مسيو جوزيف هل أنت سعيد ؟
اننى أتألم بشده وأشعر بالندم الكبير لأنى لم أحسن استخدام وقتى على الأرض.
هناك هوه بين الأنسان الشريف أمام الناس والأنسان الشريف أمام الله . أريدك أن تفهمى ابنتى الصغيرة الفارق الكبير بين الاثنين.
يصبح الأنسان شريفا على الأرض عندما يحترم قوانين بلاده فلا يؤذى جاره ولا يسرق ماله .
فهو كذلك شريف أمام الناس ولكن كثيرا ما يغتال شرف هذا الجار بلا وازع وبطريقه لا يستطيع القانون أن يصل اليها .
بينما يكون الأنسان شريفا أمام الله عندما يهب حياته لمساعده الناس بحب واخلاص ويعمل من أجل سعادتهم وتقدمهم .
فهو يقدم على فعل الأعمال الصالحة بغير توانى ، ويجتهد فى عمله أمانه لرؤسائه و يعطى بخلقه وتواضعه القدوة الحسنة لمرءوسيه.
الأنسان الشريف أمام الله يكافح الكبرياء و”الأيجو” ويتحلى بالصبر والتواضع ، لا يحسد غيره ويغفر الأساءه من أعماق قلبه ،
هو يحب الله من كل قلبه من خلال حبه ورحمته بجميع مخلوقاته.
فهل فعلت انا كل ذلك ؟ الحقيقة أننى قصرت فى الكثير منها ، كنت كسولا ولم أقم بالكثير من الواجبات التى كان يتحتم على القيام بها.
ولقد قادنى نسيان الأله فى كثير من الأوقات لنسيان أشياء أخرى، وهذا ما أريدك أن تتعلميه يا ابنتى أنه حتى لو كان هناك أشياء لا حساب عليها فى قانون البشر فانه لا يضيع شىء فى ناموس العدل الألهى وكل ما أرجوه الآن أن يقبل الله توبتى.
تعلمى يا ابنتى ( وهى حفيدته التى طلبت الاتصال بروحه ) وأوصى غيرك بأن تشتروا سعادتكم الأبدية فى عالم الروح بالأعمال الصالحة وأن تنتبهوا لكل دقائق وعظائم أعمالكم ماكان فى العلن وما وقر فى السر لأن الله يعلمه ويحصيه ، فهو الرحيم وأيضا العادل.
حوار آخر من الاتصالات بأرواح منتقله ما بين السعادة والشقاء
السيده / هيلين ميشيل Helen Michel
سيدة غنية توفيت فجأة فى سن صغيرة عند الخامسة والعشرين . بالرغم أنها كانت طيبة القلب ومحسنه الا انها كانت لا تهتم سوى بالأمور التافهه ( ضيعت وقت حياتها الثمين فيما لا ينفع ) سئلت بعد ثلاثة أيام من وفاتها :
– كيف حالك ميشيل ، وكيف كان انتقالك لعالم الروح ؟
اننى أشعر اننى تائهه ومضطربة ولا أعرف أين أنا ولماذا أنا لست فى منزلى ( تقصد منزلها على الأرض).
ما زلت أشعر بجسدى وكأنه مثلج ، اريد أن أغادره . آه (تتألم) اننى أشعر اننى شخصان ، ماهذا الذى حل بى ، ينبغى أن أذهب الى هناك.
تم التواصل معها ثانية بعد عده أيام فقالت :
أشكركم لأنكم صليتم من أجلى ، لقد وفرتم على الآلام وساعدتنى صلواتكم على أن أنفصل عن جسدى .
لست الآن شقية ولكن على أن افعل الكثير حتى أتقدم نحو المقر السعيد . أريدكم الا تتوقفوا عن صلواتكم وأن تثقوا فى قوه الصلاه اذا صدرت من القلب.
ارجو منكم أن تواسوا أمى المسكينة التى حزنت لفراقى . اننى هنا حيه لم أمت وسوف أظل أساعدها مااستطعت على تحمل ما تبقى من محنتها الأرضية حتى نلتقى.
أدعوكم لأن تتمسكوا بالبر فهو أفضل ما يمكن أن تفعلوه فى حياتكم الأرضية وأكثروا من الصدقة فكما أن صدقة الفقير القليلة كثيرة عند الله فكذلك ينبغى أن تكون صدقة الغنى أضعافا حتى يستحق مثل جزائها.
ان مكانكم فى المقر السماوى السعيد يكون بالنيه الخالصة فى جميع الأعمال، وبترك مغريات الدنيا التافهة التى تزهون بها، وبايمانكم أنكم جميعا أخوه، وأن تكونوا رحماء أبرار . قليلة أموالكم كبيرة قلوبكم.
———————————————
المراجع :
كتاب ” الأرواح” – ألان كاردك – الجمعية الباريسية للدراسات الروحية – الموتى يتكلمون –
كتاب “الأنسان روح لا جسد” د. رءوف عبيد أستاذ القانون الجنائى الأسبق جامعه عين شمس –